للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢ - قال اللَّه تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ}

روى أبو هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "إياكم والظن، فإنه أكذب الحديث، ولا تَجَسَّسوا ولا تَحَسَّسوا، وكونوا عباد اللَّه إخوانًا" (١).

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنه مثل ذلك، وزاد: ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد اللَّه إخوانًا كما أمركم اللَّه (٢).

وقال مجاهد مثل ذلك.

فالآية توجب على المسلمين ترك التَّجَسُّس وما أشبهه، وألا يظن ظن السوء بأحد ما لم يُجاهِر بالمعاصي، فإن اللَّه تبارك وتعالى يُغَيِّر ولا يُعَيِّر، ويدعَ سر العباد بينهم وبين ربهم، ويسترُ المؤمنُ على أخيه المؤمن، ويعظه، ويخوفه باللَّه إذا رأى منه ما ينكره، تقربًا إلى اللَّه عز وجل، لا تعييرًا له، فإن أظهر إنسان معاصي اللَّه عز وجل كُوشف بالإنكار عليه، وعوديَ على ذلك حتى يتوب.


(١) متفق عليه، رواه البخاري في مواطن من صحيحه منها رقم ٦٠٦٦، كتاب: الأدب، باب: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ}، ومسلم في صحيحه برقم ٢٥٦٣، كتاب: البر والصلة والأدب، باب: تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها (ط عبد الباقي).
(٢) وقفت عليه من حديث أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه مرفوعًا، رواه أحمد في مسنده برقم ٥ و ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>