قال أبو بكر رضوان اللَّه عليه: إنكم تقرؤون هذه الآية فتضعونها في غير موضعها: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وإنما سمعنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم اللَّه بعقابه"(١)، يا أيها الناس اتقوا الكذب فإنه مجانب الإيمان.
وقال ابن مسعود وذكر هذه الآية: لم يأت وقتها.
قال القاضي: ولعمري في ذلك الزمان أن الأمر على ما قيل، وما أمكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ذكره اللَّه في ثلاثة عشر موضعًا من كتابه، فلم يأت الوقت، فإنا نقدر ذلك، ولم يمكن، ورأيت هوى متبعًا، وشحًا مطاعًا، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، وغلبة من لا دين له، فقد جاء وقتها، وعلى الإنسان بنفسه، واللَّه أعلم.
* * *
(١) رواه أحمد في غير موطن منها برقم ١، وأبو داود برقم ٤٣٣٨، كتاب: الملاحم، باب: الأمر والنهي (ت الأرناؤوط)، والترمذي برقم ٢١٦٨، أبواب الفتن، ما جاء في نزول العذاب الأليم إذا لم يغير المنكر، وابن ماجه برقم ٤٠٠٥، أبواب الفتن، باب: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.