للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - قال اللَّه عز وجل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}

اختلف المفسرون في هذه الآية فقال بعضهم: الكلم الطيب يرفع العمل الصالح (١).

وقال بعضهم: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب (٢).

وقال الحسن: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}، قال: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب إلى اللَّه، فإذا كان الكلام طيبًا والعمل سيئًا رُد القول على العمل، وكان عملك أحقّ بك من قولك (٣).

والذي هو أصح في معنى هذه الآية أن الكلمَ الطيبَ: التوحيدُ، فإذا صح توحيد العبد ارتفع عمله، وإذا لم يَصِحَّ للعبد التوحيدُ لم ينفع العملُ، والآية فيها تقديم وتأخير: قوله سبحانه: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} الكلمُ الطيِّبُ، ولولا ذلك لم يصعد منه شيء، ألا تراه يقول: {لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} [آل عمران: ١٩٥]، يعني: المؤمنينَ من ذكر أو أنثى، فهذا معنى الآية عندي، واللَّه أعلم.

* * *


(١) عزاه ابن الجوزي في زاد المسير (٦/ ٤٧٨) إلى أبي صالح، وشهر بن حوشب.
(٢) روي عن ابن عباس، وشهر بن حوشب، ومجاهد، وقتادة، وغيرهم، انظر تفسير ابن جرير (١٠/ ٣٩٩).
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٩) لابن المبارك، وعبد بن حميد، وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>