للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٧ - قال اللَّه تبارك وتعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} الآيتين

[[سبب النزول]]

هذه الآية نزلت في زيد بن حارثة، وفيه نزلت: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: ٤٠]، وكان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد تبناه، وكان يُدعى زيدَ بنَ محمد، حتى نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: ٥]، والقِسْط: الحق، {فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: ٥].

وأما قوله: {أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ}، أنعم اللَّه عليه بالإسلام، وأنعم عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالعتق.

{أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}، أتى زيد إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال له: إن زينب بنت جحش، وكانت زوجتَه، وهي بنتُ عمة رسول اللَّه، اشتد عليّ لسانُها، وإني أريد أن أطلقها، فقال له: "اتق اللَّه وأمسك عليك زوجك"، ومع ذلك يحب أن يطلقها ويكره أن يأمره بذلك، لأن اللَّه سبحانه قد كان أعلمه أن زيدًا سيطلقها، وأنه يزوجه إياها، وكان يخفي ما أوحى اللَّه إليه من ذلك من أجل الناس، فأُنزِل: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}، {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} [الأحزاب: ٣٧] قال: لما طلقها زيد: {زَوَّجْنَاكَهَا} (١).


(١) رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>