للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع هذه الرواية فالقرآن يُغني عن كل شيء، لأن من أباحه اللَّه الجماعَ إلى الفجر فقد جعل اغتساله بعد الفجر، وهو الفجر المعترض يمينًا وشمالًا، لا المستطيل في أفق السماء، قال ذلك ابن مسعود (١)، وسهل بن سعد (٢)، والحسن، وابن سيرين، والشعبي.

[متى يُمِسك ويُفطِر الصائم؟ ]

وروى مُجالد، عن عامر، عن عدي بن حاتم، قال: علمني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الصلاة والصيام، وقال: "فإذا غابت الشمس فكل واشرب حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وصُم ثلاثين يومًا إلا أن ترى الهلال قبل ذلك"، قال: فأخذت خيطين من شعر أسود وأبيض، فكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي،


= هريرة، يا عبد الرحمن أترغب عما كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصنع؟ فقال عبد الرحمن: لا واللَّه، قالت عائشة: فأشهد على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يصبح جنبًا من جماعٍ غير احتلام، ثم يصوم ذلك اليوم، قال: ثم خرجنا حتى دخلنا على أم سلمة فسألها عن ذلك، فقالت مثل ما قالت عائشة، قال: فخرجنا حتى جئنا مروان بن الحكم، فذكر له عبد الرحمن ما قالتا، فقال مروان: أقسمت عليك يا أبا محمد لتركبن دابتي فإنها بالباب، فلتذهبن إلى أبي هريرة فإنه بأرضه بالعقيق فلتخبرنه ذلك، فركب عبد الرحمن وركبت معه، حتى أتينا أبا هريرة فتحدث معه عبد الرحمن ساعة، ثم ذكر له ذلك، فقال له أبو هريرة: لا علم لي بذاك، إنما أخبرنيه مخبر.
(١) رواه مسلم (٣/ ١٢٩)، كتاب: الصيام، باب: أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر.
(٢) رواه البخاري برقم ١٩١٧، كتاب الصوم، باب قوله تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا. . .}، ومسلم (٣/ ١٢٨)، الموضع السابق، أنه قال: أنزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} ولم ينزل {مِنَ الْفَجْرِ}، فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل اللَّه بعد: {مِنَ الْفَجْرِ}، فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>