للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - قال اللَّه عز وجل: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}

قال الحسين بن علي رحمة اللَّه عليه وعلى أبيه: إذا أَصَبْتَ خيرًا، أو عملت خيرًا، فحدِّث إخوان ثقتك (١).

وقال مجاهد: فحدث بالنبوة الذي أعطاك ربك (٢).

وقال أبو رجاء العُطاردي: لقد رزق اللَّه البارحة خيرًا، صليتُ كذا، وسبّحتُ كذا، قال أيوب: فاحتملت ذلك لأبي رجاء.

وقال نصر بن علي الأكبر: كان (٣) عبد اللَّه بن غالب: إذا أصبح يقول: صليتُ البارحةَ كذا، وسبَّحتُ كذا، وقرأتُ كذا، فيقال له: يا أبا قريش، مثلُك لا يقول هذا، قال: يقول: يقول اللَّه عز وجل: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}، وتقولون: لا تحَدث بنعمة ربك.

قال بكر: هذا يجوز أن يقولَه من يعتقد أن أعمال البر إذا عمِلها، فلولا منّ اللَّه عليه بها، لم يكن بالقادر عليها، فإذا قالَه وهذا اعتقادُه، ومذهبُه السُّنّة، حسُن منه.

وسمعت سهل بن عبد اللَّه يقول: الرياء لا يكون في أهل السنة إلا خاطرًا (٤)، لأنهم يعتقدون في أعمالهم أنها مِنّة من اللَّه تعالى عليهم، وإنما يكون الرياء في أهل القَدَر الذين يعتقدون أنهم عملوها بالاستطاعة المُرَكّبة فيهم.

وكتب عمر إلى عتبة بن غزوان: وكن لأعمال البِر أكتَم منك للسيئة، فإنها أحق منا عليك، وهذا أحسن وأعظم ثوابًا.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٥٤٥) لابن أبي حاتم.
(٢) رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٦٢٥).
(٣) في الأصل: قال.
(٤) في الأصل خاطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>