٢ - قال اللَّه عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ} إلى قوله: {وَرِضْوَانًا}
كانوا ينزعون من شجر الحرم اللِّحاء فيتقلدون بها، فيأمنون بها في العرب، فنهاهم اللَّه عن ذلك.
وقيل: كان المشركون يرعون من شجر الحرم، ويجعلون من لِحاء الشجر القلائدَ في أعناقهم، فيأمنون بها من الناس، فنهاهم اللَّه عن ذلك، وقال عز من قائل:{لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ}، فنسخ ذلك ونهى اللَّه عنه، لأنهم كانوا إذا تقلدوا شيئًا من شجر الحرم أمِنوا.
وكان المشرك يومئذ لا يُصَد عن البيت، وكانوا أمروا ألا يقاتلوا في الشهر الحرام، فنسخ ذلك كله بقوله:{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}[التوبة: ٥]، ونسخ ذلك {بَرَاءَةٌ} وما نزل فيها من أمر العهد وغيره، وقوله عز من قائل:{وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً}[التوبة: ٣٦].