للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - وقوله سبحانه: {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}

قال قتادة: خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر (١).

قال مالك: إنه بلغه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أُري أعمار الناس قبْلَه، أو ما شاء اللَّه من ذلك، فكأنه تقاصر أعمارَ أُمّته، حتى ألا يبلغوا من الأعمال مثل الذي بَلغ غيرُهم في طول العمر، فأعطاه اللَّه ليلةَ القدر خير من ألف شهر (٢).

قال مالك: وبلغني أن سعيد بن المسيب كان يقول: من شهد العشاء ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها (٣).

ورواه قتادة، عن سعيد بن المسيب، وقال فيه: من صلى المغرب والعشاء ليلة القدر في جماعة، فقد أصاب ليلة القدر، أو وافق ليلة القدر.

وقال ابن عباس لما قالوا: {لَوْلَا نُزِّلَ (٤) عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً}، قال اللَّه عز وجل: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: ٣٢].

* * *


(١) رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٦٥٣).
(٢) الموطأ برواية يحيى برقم ٨٩٦، كتاب: الاعتكاف، ما جاء في ليلة القدر.
(٣) الموطأ برواية يحيى برقم ٨٩٧، الموضع السابق.
(٤) في الأصل: أنزل.

<<  <  ج: ص:  >  >>