للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٣ - قال اللَّه عز وجل: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} إلى قوله: {صَعِيدًا طَيِّبًا}

[[تيمم المريض]]

المريض الذي يتيمم عند مالك وهو واجد للماء: الجريح، وصاحب القُروح والجُدَري (١)، وكل من خاف إن استعمل الماء أن يزيد ذلك في علته، أو أن يضره فتطول العلة، فهذا الذي له أن يتيمم وإن كان جنبًا أيضًا تيمم وصلى (٢).

قال نحوًا من ذلك ابن عباس، وجماعة من المفسرين -بل جُلُّهُم- ما هذا معناه (٣).

وكذلك يقول في المريض الذي يقدر على التَّوَضُّؤِ بالماء ويعجز عن مناولته، وليس له من يناوله وقد دخل آخر الوقت، أنه يتيمم ويصلي.

ومما يقوي ذلك، ما روي في المسح على الجبائر (٤) وما أشبهها.


(١) الجُدَرِيُّ: قال في اللسان (٣/ ٩٤): "والجُدَرِيُّ والجَدَري، بضم الجيم وفتح الدال، وبفتحهما، لغتان"، وهو مرض جلدي معروف، أسأل اللَّه العافية.
(٢) المدونة (١/ ٤٥).
(٣) انظر تفسير ابن جرير (٤/ ١٠٣)، وتفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٩٦٠).
(٤) منها ما روي عن علي -رضي اللَّه عنه- قال: انكسرت إحدى زَنْدَيَّ فسألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأمرني أن أمسح على الجبائر، عقب عليه ابن حجر في بلوغ المرام (ص ٣٢) بقوله: رواه ابن ماجه بسند واه جدًا، ومنه ما روي عن جابر -رضي اللَّه عنهما- في الرجل الذي شُجَّ، فاغتسل =

<<  <  ج: ص:  >  >>