للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٩ - وقوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}

قيل في أوقات التهجد من الليل أقوال.

[صلاة التّهجُّد]

فالصحيح أن التهجد: كلُّ صلاة صُلِّيَت بعد عشاء الآخرة، في أول الليل كانت، أو في وسطه، أو آخره، وإن كان آخره أجر قيام (١) المرء من نومه، وإسباغ الوضوء في الحر والبرد، وتحري الوقت الذي ينادى فيه: "هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه" (٢).

فأما قوله عز وجل: {نَافِلَةً لَك}، وقد كانت صلاة الليل مفروضة عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- دوننا، فله ثوابها كثواب الفروض.

وقوله: {نَافِلَةً لَك}، لأنها لا تكفِّر عنه ذنبًا كما تكفِّر عن غيره، قد غفر اللَّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فعل به ذلك من غير ذنب، فكل أعماله درجات له غير مقابَل بها ذنوبٌ تُكَفَّر.


(١) في الأصل: القيام.
(٢) يريد ما وقع في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيفول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له"، رواه البخاري في مواضع منها رقم ١١٤٥، كتاب: التهجد، باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل، ومسلم (٢/ ١٧٥)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>