٢٧ - أخبرنا إسماعيل قال: نا مُسَدَّد، ونا زياد قال: نا مسدد، قال: نا بِشر بن المفضل، قال: نا عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللَّه قال: خرجنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى جئنا امرأة من الأنصار في الأسواف (١)، -وهي جَدة خارجة بن زيد-، فزرناها ذلك اليوم، فرشت لنا صورًا من نخل فقعدنا تحته، وذبحت لنا شاة، وعلقت لنا قِربة ماء، فبينما نحن كذلك نتحدث إذ قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة"، فدخل علينا أبو بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-، فتحدثنا ثم قال:"الآن يأتيكم رجل آخر من أهل الجنة"، فطلع علينا عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، فتحدثنا ثم قال:"الآن يأتيكم رجل آخر من أهل الجنة"، قال: فرأيته يطأطئ رأسه من تحت شعف الصور فقال: "اللهم إنك إن شئت جعلته علي بن أبي طالب" -رضي اللَّه عنه-، فجاء حتى دخل علينا، فهنيناهم بما قال فيهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاءت المرأة بابنتين لها فقالت: يا رسول اللَّه، هاتان ابنتا ثابت بن قيس، قتل معك يوم أحد، وقد استفاء عمُّهما مالَهما وميراثهما، فلم يدع لهما مالًا إلا أخذه، فما ترى يا رسول اللَّه؟ لا ينكحان أبدًا إلا ولهما مال؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يقضي اللَّه في ذلك، قال: ونزلت سورة النساء {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} الآية، فقال لي رسول اللَّه
(١) الأَسْواف: قال القاضي عياض في المشارق (٨/ ٥٨): بفتح أوله وبعدها سين مهملة، هو من حرم المدينة. قال أبو عمر ابن عبد البر: هو بناحية البقيع، وهو صدقة زيد بن ثابت.