للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٤ - قال اللَّه عز وجل: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا}

٥٩ - قال إسماعيل، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مِهْران، عن ابن عباس: أن إبليس اتخذ تابوتًا ووقف في الطريق يداوي الناس، فأتته امرأة أيوب فقالت له: يا عبد اللَّه، إن هاهنا إنسانًا مبتلى، من أمره كذا ومن أمره كذا، فهل لك أن تداويه؟ قال: نعم، على أني إن شفيته أن يقول لي كلمة واحدة: أنت شفيتني، لا أريد منه أجرًا غيرها، فأخبرت بذلك أيوب، فقال: ويحك ذلك الشيطان، للَّه علي إن شفاني أن أجلدك مئة جلدة، فلما شفاه اللَّه أمره أن يأخذ ضِغْثًا فيضرب به، فأخذ شماريخًا (١) مائة فضربها به ضربة واحدة (٢).

وقال مجاهد: الأَسَل (٣).

وقال ابن جبير: الضِّغْث: ما يقع من السُّنْبُل.

وقال قتادة: عودًا فيه تسعةٌ وتسعون عودًا والأصل تمام المائة، فضرب به امرأته، وذلك أن امرأته أرادها الشيطان على بعض الأمر، فقال لها: قولي


(١) الشَّماريخ: جمع مفرده شِمْراخ، أو شُمْروخ، وهو الغصن الدقيق، اللسان (٨/ ١٣٠).
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ١٩٣) لأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(٣) لم أقف عليه، وعند ابن جرير في تفسيره (١٠/ ٥٩١) عن مجاهد، عن ابن عباس: الأَثْل، والأَسَل بفتح السين: نبات له أغصان كثيرة دِقاق بلا ورق، اللسان (١/ ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>