هذه الآية والتي في آل عمران (١) -واللَّه أعلم- أريد بها المريض، والصلاة على حسب الطاقة قيامًا، وقعودًا لمن لا يطيق القيام، مضطجعًا لمن لا يطيق القعود، ويحتمل أن يكون ذلك معنى التي في آل عمران، وتكون هذه للدعاء والذكر للَّه في سائر الأحوال، لأن في هذه:{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ}، فيكون التأويل التأخير أولى بها.
ويجوز في اللغة {فَإِذَا قَضَيْتُمُ}: إذا أردتم القضاء، كما قيل:{إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ}[الطلاق: ١]، واللَّه أعلم بما أراد من ذلك.
فأما قوله:{فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}، يعني -واللَّه أعلم-: إذا اطمأننتم في أمصاركم، ورجعتم من أسفاركم، فأقيموا الصلاة على تمامها، صلاةَ الحاضر.
[[أوقات الصلاة]]
وأما قوله عز وجل:{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}، فمعناه: حقًا واجبًا، أو مكتوبًا، أو موجوبًا، أو مفروضًا، كذلك قال عثمان بن