للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال القاضي عياض أيضًا عند تفسير قوله تعالى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ. . .} الآية: "وقال القاضي بكر بن العلاء: أخبر اللَّه تعالى نبيه في هذه الآية أن تأويله وافق ما كتبه له من إحلال الغنائم والفداء، وقد كان قبل هذا فادوا في سرية عبد اللَّه بن جحش التي قُتل فيها ابن الحضرمي بالحكم بن كيسان وصاحبه فما عتب اللَّه عليهم، وذلك قبل بدر بأزيد من عام" (١).

- وقال أيضًا في تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}: "قال القاضي بكر بن العلاء: المأمور بالسؤال غير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، والمسؤول الخبير هو النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٢).

أخذ هذا القول الثعالبي في الجواهر الحسان (٣).

- وقال القاضي عياض في موطن آخر: "قال بكر بن العلاء: ألا تراه يقول: {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ} الآية، وهو -صلى اللَّه عليه وسلم- كان المكذَّب فيما يدعو إليه، فكيف يكون ممن كذب به؟ فهذا كله يدل على أن المراد بالخطاب غيره، ومثل هذه الآية قوله: {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} المأمور ههنا غير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ليسأل النبي، والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هو الخبير المسئولُ لا المستخبر السائل، وقال: إن هذا الشكَّ الذي أُمر به غيرُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بسؤال الذين يقرؤن الكتابَ، إنما هو فيما قصه اللَّه من أخبار الأمم لا فيما دعا إليه من التوحيد والشريعة" (٤).

وبعد تتبع كتاب الأحكام، تبين لي أن هذه النقول ليست منه، وإنما هي عن كتاب آخر، وكلها تتعلق ببيان منزلة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وعظم قدره، وقد سبق أن أوردت في الكلام على تآليف القاضي تصريح القاضي عياض بوقوفه على كتب


(١) الشفا (ص ٦٩٠).
(٢) الشفا (ص ٢٩٧).
(٣) (٤/ ٢١٤).
(٤) الشفا (ص ٦٠٩ - ٦١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>