للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزهوة والرُّطَبة، تأكل من أيها شئتَ، ثم ولى فأخذ شاة، فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تذبح لنا ذات دَرِّ"، ثم جاء إلى امرأته فقال: هل عندك من شيء؟ فقالت: نعم، قبضة من شعير، فطحنته ثم خبزه، ثم فَتَّه، ثم صَبّ عليه من عكنة (١)، فأكل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأكلوا، فلما خرجوا قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة" (٢).

وقال مالك: إنه بلغه نحو من ذلك، وفيه أبو بكر وعمر حسبُ.

ورواه ابن أبي حازم، عن أبيه، عن رجل، عن ابن أبي الهيثم، عن أبيه، وأتى به طويلًا، إلا أن الغرض منه في آخره، سواء كما حُكي.

وقال مجاهد في هذه الآية: يسأل عن كل شيء التذه في الدنيا (٣).

وقال الحسن، وقتادة: ثلاث لا يسأل عنهن ابن آدم: بيت يُكِنُّه من الحَرّ والبرد، وكسوة يواري بها سوأته، وكِسرة يَشُد بها صُلبه (٤).

سمعت سهل بن عبد اللَّه يقول: مما يسأل عنه العبد: يقول اللَّه تبارك وتعالى: "ألم أُخمِل ذِكْرَك".

والعصر، والهمزة، وألم تر، وإيلاف (٥) قريش، لم يذكر فيها شيء.


(١) الكلمة في الأصل مهملة النون، ولم أعرف لها وجهًا.
(٢) رواه مسلم في صحيحه برقم ٢٠٣٨، كتاب: الأشربة، باب: جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه (ط ع الباقي).
(٣) رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٦٨٣).
(٤) أورده ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٦٨٣).
(٥) في الأصل: ولإيلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>