قال القاضي بكر: هذا آخر كتاب الأحكام، اختصرته من كتاب إسماعيل بن إسحاق رحمه اللَّه، وتركت الأسانيد ليَقْرُب على المتعلِّم، فإن احتيج إلى الأسانيد أُخذت من كتاب إسماعيل رحمه اللَّه.
وأما الكلام فالكثير منه كلام إسماعيل، وربما اختصرته وزدت فيه، وتكلمت بما حضرني، مما ظننت أن إسماعيل لكثرة شغله أغفله، أو لزيادة زيدت علينا بعده، فاحتجتُ إلى الانفصال منها، مما رجوت أن يكون تقوية للمذهب، وتصحيحًا لما ذهب إليه فيه، إلا ما قلتُ فيه: حدثنا، فذلك من سائر الحديث، ليس مَخرَجُه إسماعيل، نفعنا اللَّه به، ومن نوى تعلمه، وأراد اللَّهَ به، والحمد للَّه رب العالمين لا شريك له.
فرغ من نسخه الفقير إلى رحمة ربه: عبد الكافي بن محمد البجائي (١)، غفر اللَّه له ولوالديه ولجميع المسلمين، آمين يا ربَّ العالمين، وصلى اللَّه على محمد نبيه وآله وسلم، وذلك في سَلْخ ربيع الأول سنة تسع وثمانين وخمسمائة.