للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال علي، وجابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عرفة كلها موقف، وكل مزدلفة موقف، وارتفعوا عن عُرَنة (١) "، فرواه جماعة (٢).

وقال ابن عباس: من أفاض من عرفة قبل غروب الشمس فلا حج له.

وقيل في المزدلفة: كلها موقف وارتفعوا عن بطن مُحَسِّر (٣).

والمسجد الذي يصلي فيه الإمام يوم عرفة هو في بطن عُرَنَة (٤)، فإذا خرج الإنسان من البطن يريد الموقف بعرفة، فقد صار بعرفة من حين يخرج من البطن، والمزدلفة من حين يدخل الإنسان من ناحية عرفة، فيخرج من الحِلِّ ويصير إلى الحرم، ويصير بين جبلين حين يخرج من المأْزِمَين (٥)، فقد دخل في مزدلفة إلى بطن مُحَسِّر، وبطن مُحَسِّر بين مزدلفة وبين منى، إذا خرج الإنسان من منى يريد مزدلفة لقد هبط في بطن مُحَسِّر، فإذا خرج منه يريد مزدلفة فهو في مزدلفة.


= معقولةٌ ينظِر التشريقَ راكبها ... كأنها من هوًى للرَّمْل مَسْلُوسُ
انظر: جمهرة أشعار العرب للقرشي (ص ٢٠٣).
(١) في هامش الأصل: مُحَسِّر، وفوقها (خ).
(٢) رواه عن علي أحمد في مسنده برقم ٦١٣ أبو داود والترمذي برقم ٨٨٥، أبواب الحج، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف، وقال: "حسن صحيح"، بلفظ طويل، وابن ماجة ٣٠١٠، أبواب المناسك، باب: الموقف بعرفة، بلفظ مختصر، ورواه عن جابر أبو داود برقم ١٩٣٢، كتاب: المناسك، باب: الصلاة بجمع، وابن ماجة برقم ٣٠١٢ الموضع السابق، وأخرج الحديث بلفظ قريب من لفظ المؤلف مالكٌ في الموطأ برواية يحيى برقم ١١٥١، كتاب: الحج، الوقوف بعرفة والمزدلفة، بلاغًا من غير أن يسنده.
(٣) مُحَسِّر: بضم أوله وفتح ثانيه، بعده سين مهملة مشددة مكسورة، ثم راء مهملة، وهو اسم واد بعرفة، انظر معجم ما استعجم (٤/ ١١٩٠)، ومشارق الأنوار (١/ ١١٧).
(٤) عُرَنَة: بضم أوله، وفتح ثانيه، بعده نون وهاء التأنيث، وهو وادي عرفة، انظر معجم ما استعجم (٣/ ٩٣٥).
(٥) المَأْزِمَين: مأزِما منى، بفتح أوله، واسكان ثانيه، وكسر الزاي المعجمة، طريقان معروفان بين عرفة ومزدلفة، انظر معجم ما استعجم (٤/ ١١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>