للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنزل: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (١)، يريد ما عملت دون ما حدَّثت به أنفسها، ثم أمرهم فقال: قولوا: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

فالإصر: هو ما أتته الأمم، وهو الخطأ والنسيان، وما أراده الإنسان بقلبه ولم يفعله فألزموه.

فقال اللَّه عز وجل لما دعا نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قد فعلت" (٢)، فرفعَ الإصْر عنا، وذلك من نِعم اللَّه التي لا يؤدّى شكرُها، والحمد للَّه كما هو أهله.

٢٨٦ - وأما قوله عز وجل: {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، فإنه النصر بالحرب، والنصر بالحجة، وقد فعل اللَّه تعالى ذلك، وله الحمد.

آخر سورة البقرة، والحمد للَّه رب العالمين.

* * *


(١) رواه ابن جرير (٢/ ١٤٤).
(٢) من الحديث السابق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>