للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال بعض الناس: إن التأليف قد انقطع (١)، واحتج بأن عمر -رضي اللَّه عنه- قَطع عن المؤلفة الذين كانوا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإنما قطع عنهم لما استغنى عنهم، وحكم التألُّف ثابت إذا احتيج إليه لرؤساء يُتألَّفون فيَدْخُل في الإسلام بدخولهم أتباعُهم، فهذا جائز غير منسوخ، باقٍ في حكم الآية عند الحاجة إلى ذلك (٢).

وأما شرح الفقراء والمساكين، فإن الفقير والمسكين واحدٌ وهما فَقيران، إلا أن المسكين مأخوذ من السكون، وهو الذي يسأل فتظهر عليه الذِّلة من جُملة الفقراء.

* * *


(١) رواه ابن جرير في تفسيره (٦/ ٤٠٠) عن الحسن، وعامر الشعبي.
(٢) قال أبو الوليد ابن رشد في البيان والتحصيل (٢/ ٣٥٩) ملخِّصًا الخلاف في المسألة: "واختُلف هل يعود ذلك السهم إن احتيج إليه، أم لا يعود؟ فرأى مالك أنه لا يعود، وهو مذهب أهل الكوفة، وقد قيل: إنه يعود إن احتيج إليه ورأى ذلك الإمام، وهو قول ابن شهاب، وعمر بن عبد العزيز، وإليه ذهب الشافعي"، وهو اختيار المصنف رحمه اللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>