للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بكر: وهذا كله فيمن سَمَرَ في غير مرضاة اللَّه، فأما من جعل سمَره مذاكرة لعلم أو ما لا يَسخَطه اللَّه عز وجل ويدخل في مرضاته فلا بأس به.

روى أبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال: عمر قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يزال يسمر عند أبي بكر في الأمر من أمور المسلمين (١).

وقال عمران بن حصين: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يحدثنا عامَّة ليلِه عن بني إسرائيل (٢).

قال بكر: فالذي كُره من السِّمَر ما لم يكن فيه رضى اللَّه عز وجل ومنافعُ للعباد، وعِلمٌ وآدابٌ، والآية إنما نزلت في كفار قريش، لأنهم كانوا يَهجُرون الطواف ويجلسون في نواديهم، وهي الحِلَق، فيتكلمون في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وفي القرآن، فسماه اللَّه هَجْرًا.

قال سفيان: كان عمرو بن دينار يَسمُر في المسجد إلى نصف الليل، وأيوب السختياني معه (٣).

وقال هشام بن حسان: كنا نسمُر بعد العشاء مع محمد بن سيرين (٤).

وقال عروة: كنا نتحدث عند حجرة عائشة -رضي اللَّه عنها-، وكانت تنادينا: يا ابن أختي قد طلع الفجر (٥).


(١) رواه اأحمد في مسنده برقم ١٧٨، ٢٢٨، والقاضي إسماعيل في أحكامه (ص ١٥٠ - ١٥١).
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده برقم ١٩٩٩٠، والقاضي إسماعيل في أحكامه (ص ١٥١).
(٣) رواه القاضي إسماعيل في أحكامه (ص ١٥٢).
(٤) رواه القاضي إسماعيل بسنده إلى هشام قال: كنا ربما جئنا من العشاء قد صلينا، فيسألنا محمد ويكلمنا ويحدثنا.
(٥) رواه القاضي إسماعيل في أحكامه (ص ١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>