للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي عندي واللَّه أعلم، أنه الوجه والكفان على وجه المعروف، لا على تأمل المحاسن، لقول النبي -صلي اللَّه عليه وسلم-: "لك الأولى وليست لك الثانية" (١)، والتَخَفُّرُ أيضًا لفساد الناس واجب على المرأة في الوجه والكفين، فأما الثياب فأمرها سهل، والمحاسن في الوجه، فتأمُّلُه محظور، على من خاف الفتنة، وكذلك الكَفّان، قال الشاعر:

هِلالية الأطراف مُرِّية الحشا ... فَزارية العينين طائية (٢) الفم (٣)

وقال الأصمعي: الحُسن في العينين، والجمال في الأنف، والمَلاحَة في الفم.

* * *


(١) رواه الأمام أحمد في مسنده برقم ١٣٦٩ و ١٣٧٣، عن علي -رضي اللَّه عنه-، ورواه أيضًا برقم ٢٢٩٧٤ و ٢٢٩٩١ و ٢٣٠٢١، وأبو داود في سننه برقم ٢١٤٩، كتاب: النكاح، باب: ما يؤمر به من غض البصر، (ط الأرناؤوط)، والترمذي في سننه برقم ٢٧٧٧، أبواب: الأدب، باب: ما جاء في نظرة الفجاءة، عن بريدة الأسلمي -رضي اللَّه عنه- قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة".
(٢) فوقها في الأصل: ظبية وفوقها خ، وصح، يشير إلى أنها كذلك في نسخة أخرى، وصحح عليها الناسخ.
(٣) نسب هذا البيت لأكثر من قائل، فقد ورد في عيون الأخبار للدينوري (٤/ ٢٨) منسوبًا لأعرابي، وفي العقد الفريد لابن عبد ربه (٣/ ٣٥٤) منسوبًا للأصمعي، وفي ربيع الأبرار للزمخشري منسوبًا لابن الرقاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>