للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحسن نحو قول ابن جبير (١).

وقال أنس: نزلت الآية -بشيء ذكره- كان من أذى عبد اللَّه بن أُبيّ بن سلول لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فرد عليه بعض الأنصار، فغضب قومُ عبد اللَّه له، واقتتلت الطائفتان (٢).

وهذه الآية في أي شيء نزلت، توجب إن بغت طائفة على إمامها، وكانت ظالمة فيما حاولته منه، أن يعان عليها، وإن اقتتل قبيلان من العرب، أو طائفتان من الناس، أصلح الإمام ومن يقوم مقامه بينهم، فإن أبت إحداهما إلا البغي، أعان الإمام المَبغي عليها، واللَّه أعلم.

* * *


(١) رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٣٨٨).
(٢) متفق عليه، رواه البخاري في صحيحه برقم ٢٦٩١، كتاب: الصلح، باب: ما جاء في الإصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، ومسلم في صحيحه برقم ١٧٩٩، كتاب: الجهاد والسير، باب: في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى اللَّه، وصبره على أذى المنافقين (ط عبد الباقي)، قال: قيل للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: لو أتيت عبد اللَّه بن أُبَي، قال: "فانطلق إليه وركب حمارًا وانطلق المسلمون وهي أرض سَبَخَة"، فلما أتاه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إليك عني، فواللَّه لقد آذاني نَتْن حمارك"، قال: فقال رجل من الأنصار: واللَّه لحمار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أطيب ريحًا منك، قال: فغضب لعبد اللَّه رجل من قومه، قال: فغضب لكل واحد منهما أصحابه، قال: فكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي وبالنعال، قال: فبلغنا أنها نزلت فيهم: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>