الفائدة السابعة: أن من بلغه القرآنُ فقد قامت عليه الحجة؛ لقوله:{لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}، ولكن هل من بلغه القرآن وهو لا يعرف اللغة العربية هل يقال: إنه قامت عليه حجة؟
الفائدة الثامنة: أنه يجب على علماء المسلمين أن يبلغوا القرآن كلَّ أحد؛ لأنهم ورثة الأنبياء، ولكن من لم يكن لسانه عربيًا فإنه يُبلَّغ معنى القرآن بلسانه، ثم يُعطى القرآن فيقرؤه باللفظ العربي، ولهذا نرى بعض الذين لا ينطقون العربية يقرؤون القرآن بالعربية وهم لا يعرفون معناه، وهذا من آيات الله، أن الله تعالى يسر القرآن لهم حتى صاروا ينطقون به بالعربية مع أنك لو أعطيتهم قطعة من سطرين فقط ما استطاعوا أن يقرؤوها، لكن هذا من آيات الله، وربما نقول: إنه داخل في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ}[القمر: ١٧].
عندنا أيضًا مسألة أخرى إذا بلغ القرآن قومًا يعرفون اللغة العربية ولكنَّهم عاشوا في أحضان أئمة الضلال ولا يدرون شيئًا، إذ إن أئمة الضلال عندهم هم المبلغون عن الله ورسوله، فهل هؤلاء معذورون، أو غير معذورين؟.
والذي أرى أنهم معذورون، ولكن عليهم إذا نُبِّهوا للحق أن يبحثوا عنه فإن أصروا مع التنبيه، وقالوا:(إنا وجدنا آباءنا على أمة) فهم كفار، وهذا هو الذي تجتمع به الأدلة عندي أنهم إن