للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- رضي الله عنهما - عبارة طيبة قال: "تفكروا في آلاء الله، ولا تتفكروا في ذات الله" (١).

وقوله: {يَعْلَمُ سِرَّكُمْ}، أي: ما تسرون، والإسرار: نوعان: إسرار في النفس، واسرار مع الغير، فمثلًا إذا حدّث الإنسان نفسه بشيء في نفسه، هذا إسرار مع النفس، وإذا حدث غيره سرًّا لا يسمعه من بجانبه، فهذا إسرار مع الغير، ولهذا نسمِّي القراءة في الظهر والعصر - مثلًا - سرِّية مع أن الإنسان ينطق ويسمع نفسه، ونسمي ما حَدَّث الإنسان به نفسه سرًّا.

إذن: فالسر يشمل المعنيين جميعًا ليعلم ما نسره في نفوسنا ولا نظهره لأحد، وما نخبر به الغير على وجه خفي لا يسمعه الآخرون.

وقوله: {وَجَهْرَكُمْ}، أي: ما تجهرون به وتعلنونه.

قوله: {وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ}، يعني: يعلم كسبكم من خير وشر، ودين ودنيا، وعلم وغيره كل ما يكسب فالله عالم به جل وعلا لا يخفى عليه، نسأل الله أن يعاملنا بعفوه.

[من فوائد الآية الكريمة]

الفائدة الأولى: أن ألوهية الله ثابتة في السماوات والأرض، يألهه من في السماوات ومن في الأرض؛ لقوله: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ}.

الفائدة الثانية: أن الله - تبارك وتعالى - يعلم السر والجهر،


(١) أخرجه أبو الشيخ (١/ ٢٤١)، رقم (٢٢)، والطبراني في الأوسط (٦٤٥٦)، واللالكائي في السنة (١/ ١١٩)، رقم (١ - ٢).

<<  <   >  >>