يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار" (١)، ووجه ذلك أن اليهود والنصارى كتبهم مصرحة بوصف الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فما بقي عليهم إلا أن يسمعوا بخروجه، فإذا سمعوا بخروجه قامت عليهم الحجة.
ولو قال قائل: الذين يأتون الأفعال الشركية هل نتعامل معهم معاملة المسلمين؟
فالجواب: هؤلاء يتوقف فيهم، وإذا قدمت جنائزهم فالمصلي يستثني يقول:(اللهم اغفر له إن كان مؤمنًا).
لو قال قائل: بعض العوام الذين اتبعوا أئمة الضلال هؤلاء قد طعنوا في مشايخ الحق أمثال: شيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، فكيف نبلغ لهم تفسير كتاب الله؟
فالجواب: نقول: دعونا من فلان وفلان، القرآن بيننا والسُّنَّة بيننا، وكما قال الله - عزّ وجل - يخاطب فرعون:{لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}[الإسراء: ١٠٢]، نقول لهؤلاء: كل من يُدعى من دون الله فلن يستجيب لأحد، ودعاؤه ضلال، قال الله - عزّ وجل -: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}[الأحقاف: ٥]، فإن لم يذعنوا صاروا مكابرين، وهذا جهل عظيم ولا عجب، فالكفار كان الواحد منهم يصنع الصنم بيده ثم يعبده، رغم أنه أعلى منه، ثم الغريب أن بعضهم يصنعه من التمر العبيط، ثم إذا جاع أكله، ثم خرج من دبره قذرًا نسأل الله السلامة.
(١) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب: وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - (١٥٣).