بقوا على جهلهم، ولم ينبهوا للحق فهم معذورون وإلا فهم غير معذورين، وهذا فيمن يدين بدين الإسلام.
وأما من عَرَف أنه على غير الإسلام يتبع أئمته أئمة الضلال، وهو يعرف أنه غير مسلم؛ كالنصارى مثلًا واليهود، فهؤلاء كفرهم ظاهر، حتى هم بأنفسهم يعرفون أنهم من أمة الكفر، ولا ينتسبون إلى الإسلام.
ولو قال قائل: مسألة العذر مشكلة جدًا، وأنتم ذكرتم أنه يجب على صاحب البدعة الكفرية أن يبحث إذا بلغته الحجة، فهذا المبتدع إذا أخبره أحد من أهل السُّنَّة سيقول: هذا سني كافر، كيف آخذ من كافر فهو لن يقبل منا صرفًا ولا عدلًا، فكيف نأمره بأن يبحث؟
الجواب: إذا بلغه الحق من القرآن والسنة، فإن الحق فيهما واضح والحمد لله، فإن قال:(الحق على خلاف ما أنت عليه أيها السني) قلت له: بيني وبينك كتاب الله - عزّ وجل -.
فإن قال المبتدع: ألم تقرأ قول الله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)} [يونس: ٦٢].
قلت: بلى أقرؤها لكن هذه الآية بالنسبة لهم ليس لك أنت.
فإن قال: لنا فَهْمُنا ولكم فهمكم، وفهمنا هو الصواب.
قلنا: معنى هذا أن هؤلاء مكابرون، مَنْ يفهم من قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)} أن هذا يعني: جواز عبادتهم، والله تعالى ملأ القرآن بالنهي عن عبادة غيره.