الإنسان كأنه يقول: لا أبالي، بل الواجب أن تسأل الله أن يعافيك، ولا يرد القضاء إلا الدعاء لكن هذه كلمة من صوفي، أو شبهه وسارت على الألسنة.
فإن قيل: هل الإنسان مسير أو مخير؟
قلنا: - سبحان الله - فهذا الذي سأل هذا السؤال مخير أو مسير؟
من المعلوم أن الإنسان: مخير، فهو الذي اختار أن يسأل.
وقوله:{مِنْ شَيْءٍ}{مِنْ} زائدة للتوكيد، وقد مرّ بنا أنه ليس في كتاب الله تعالى شيء زائد لغير معنى أبداً؛ لأن القرآن لفظ ومعنى، لكن قولنا (زائد)، يُراد به: الزيادة الإعرابية، يعني: زائداَ إعراباً، أما معنىً فلا.
قوله:{ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}، يعني: ثم بعد أن تنتهي الدنيا {إِلَى رَبِّهِمْ} الذي خلقهم - عزّ وجل -، وكتبهم في اللوح المحفوظ {يُحْشَرُونَ}، أي: يجمعون كل شيء يحشر يوم القيامة، ولا تستغرب فتقول: كيف تحشر هذه الدواب والسباع والبهائم والطيور وغيرها؟ بل الواجب عليك أن تصدق، والمسألة فوق ما يدركه العقل، كلهم يحشرون إلى الله، وكلهم يقتص للمجني عليه من الجاني، حتى الشاة التي ليست لها قرون تقتص من الشاة التي لها قرون إذا نطحتها في الدنيا، وهذا من كمال العدل، ولهذا يظهر يوم القيامة من تمام عدل الله - عزّ وجل - ورحمته وغضبه أيضاً ما لم يكن سابقاً، حتى يظهر تمام العدل للخلائق جميعاً.