الجواب: من أجل أن يذهب الذهن كلَّ مذهب؛ لأنه لو ذكر الجواب تحدد بما ذكر، لكن إذا حذف صار الإنسان يتصور هذا الشيء المحذوف شيئًا عظيمًا أكثر مما يوصف، فيكون حذفُ مثلِ هذا الشيء من باب البلاغة؛ لأنه مطابق لمقتضى الحال.
الفائدة الرابعة: أن قول الله بالحرف وبالصوت؛ الحرف في قوله:{أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ} هذه حروف، وبالصوت؛ لأنهم سمعوا وأجابوا:{قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا}
الفائدة الخامسة: أن هذا القَسَم منهم يشعر بشدة الندم على إنكارهم الأول، فكأنهم كذبوا أنفسهم تكذيبًا مقرونًا بالقسم، ولا يخفى أن مثل هذا لا يخرج إلا من قلب متحسر، ولكن فات الأوان.
الفائدة السادسة: إثبات الأسباب؛ لقوله:{بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}، وإثبات الأسباب هو المطابق للواقع، واعلم أن الناس من أمة محمد - عليه الصلاة والسلام - في إثبات الأسباب انقسموا ثلاثة أقسام: