قوله:{وَلَوْ تَرَى} هذا موقف آخر، والخطاب في قوله:{تَرَى} إما للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، أو لكل من يتوجه إليه الخطاب.
وقوله:{إِذْ وُقِفُوا}، أي: حين وقفوا على ربهم.
قد يقول قائل: كيف عبر عن المستقبل بالماضي فقال: {إِذْ وُقِفُوا}، ولم يقل: إذ يقفون؟.
فيقال: الشيء المحقق يعبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه، ومنه قوله تعالى:{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}[النحل: ١]، فيكون هذا تصويرًا للحال المستقبلة؛ كأنها شيء حاضر ماضٍ.
قوله:{رَبِّهِمْ}، وهو الله - عزّ وجل -، وإنما أضاف ربوبيته إليهم مع أنهم من أراذل عباد الله إشارة إلى أنه - عزّ وجل - هو الخالق المالك المدبر لهم، فكان عليهم أن يقوموا بعبادته، فتكون إضافة الربوبية إليهم للإشارة إلى أن السلطان له عليهم - عزّ وجل -، ومع ذلك لم يؤمنوا به ولا برسله، ولا عملوا لهذا اليوم.
قوله:{قَالَ} جملة استئنافية لبيان ما حصل عند الوقوف، {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقّ}، أي: بالصدق الثابت الذي لا مرية فيه، والمُشار إليه هو البعث الذي كانوا ينكرونه، وفي هذه الجملة حرف جر زائد وهو (الباء) في قوله: {بِالْحَقِّ}، ويقول أهل العلم بالبلاغة في زيادة الحروف: إنها تدل على التوكيد، فعلى هذا تكون هذه الجملة مؤكدة بالباء الزائدة إعرابًا.