جبريل حينما قال: أخبرني عن الإيمان؟ قال:"أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره"(١).
الفائدة الرايعة: أن هؤلاء الكفار بمنزلة الموتى، وذلك لأنهم لا ينتفعون بما يسمعون، كما أن الميت لا ينتفع بما يسمع؛ لأنه جثة، فكذلك هؤلاء الكفار.
الفائدة الخامسة: تهديد أولئك الكفار الذين لا يسمعون بأن الله سيبعثهم ثم يجازيهم.
الفائدة السادسة: قدرة الله - عزّ وجل - الكاملة، وذلك
بالبعث، والبعث ليس كالإحياء يكون شيئًا فشيئًا، وتجد البشر وغير البشر يخرج صغيرًا ثم ينمو حتى يتكامل، أما البعث فيبعثون كلهم في لحظة واحدة، اقرأ قول الله - عزّ وجل -: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)} [النازعات: ١٣، ١٤] وقوله: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٥٣)} [يس: ٥٣]، وقال - عزّ وجل -: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)} [القمر: ٥٠].
الفائدة السابعة: أن المرجع في النهاية إلى الله - عزّ وجل - لقوله:{ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}، وهذا الرجوع فيه حصر، طريقه تقديم المعمول في قوله:{إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}، وفائدة هذا التقديم في هذه الآية لفظية ومعنوية، أما المعنوية فهي إفادة الحصر وأنه لا مرجع إلا إلى الله، وأما اللفظية فلتناسب رؤوس الآيات؛ لأن تناسب رؤوس الآيات من البلاغة، انظر إلى سورة طه آخر آياتها الألف
(١) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب: سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥٠)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: بيان الإيمان والإسلام والإحسان (٨).