يَصْدِفُونَ}، أي: ينصرفون عنها ولا يعتبرون بها، فيكون فيه الحذر من تولي الإنسان بعد ظهور الآيات؛ لأنه إذا تولى بعد ظهور الآيات صار من قسم المغضوب عليهم؛ لأن الأقسام عندنا ثلاثة:(المغضوب عليهم، والضالون، وأهل الاستقامة)، فيكون من المغضوب عليهم؛ لأنه علم الحق ولكنه تمرد عليه.
قوله:{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ}، يعني: أخبروني، وقد مر بنا إعراب مثلها.
* قوله:{إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّه}، أي: عقوبة الله {بَغْتَةً}، كما لو أتتكم وأنتم نيام {أَوْ جَهْرَةً}، كما لو أتتكم وأنتم أيقاظ، وهذا كقوله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨)} [الأعراف: ٩٧] الأول بغتة والثاني جهرة.
قوله: {هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧)} {هَلْ}، بمعنى:(ما)، والاستفهام، بمعنى: النفي والاستفهام إذا كان بمعنى النفي صار أشد من النفي المجرد؛ لأنه يتضمن النفي والتحدي، كأن المتكلم يقول:(أثبت لي هذا الشيء)، والمعنى: إذا أتاكم عذاب الله على الوجهين فهل أنتم مظلومون؟ والجواب: لا.
وقوله:{هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} الجملة تقرير لأخذ العذاب وأنهم لم يؤخذوا ظلماً، بل لعملهم السيئ، والظلم ينقسم