الفائدة الثالثة: أنه لا ينتفع بالإنذار بالقرآن إلا الذين يؤمنون باليوم الآخر لقوله: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ}.
الفائدة الرابعة: إثبات الحشر إلى الله - عزّ وجل -، وهذا يكون يوم القيامة، تحشر الخلائق إلى ربها - عزّ وجل - ليقضي بينهم قضاء دائراً بين العدل والفضل، العدل للكفار، والفضل للمؤمنين.
الفائدة الخامسة: أنه لا أحد يمنع من الله، لقوله:{لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ}.
الفائدة السادسة: إثبات الشفاعة؛ لأنه لولا وجودها ما صح نفيها، والشفاعة أنواع:
النوع الأول: الشفاعة العظمى ليقضي بين الناس، وهذه خاصة بالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، فيعتذر أولوا العزم عنها، وتستقر لرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، ولم ينكرها أحد من طوائف الملة بل يقرون بها.
النوع الثاني: الشفاعة في أهل الكبائر من المؤمنين أن يُخرجوا من النار، وهذه ينازع فيها طائفتان من أهل الملة حسب انتسابهم، وهم الخوارج والمعتزلة؛ لأن هاتين الطائفتين يرون أن فاعل الكبيرة مخلد في النار - والعياذ بالله - وإذا كان الله قد قضى عليه أن يخلد في النار فإن الشفاعة لا تنفعه، وهناك شفاعة أخرى ليس هذا موضع ذكرها.
الفائدة السابعة: إثبات العلل والأسباب، لقوله:{لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، وهذا أمر سبق فلا حاجة إلى الإعادة، وكل إنسان يعرف أن الأمور لها أسباب ولها علل.