للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسوأ عاقبة - والعياذ بالله - دمرهم الله - عزّ وجل -، وجعلهم مثلاً للآخرين يعتبرون به.

[من فوائد الآية الكريمة]

الفائدتان الأولى والثانية: الأمر بالسير في الأرض للاعتبار، سواء كان بالبصائر أو بالأبصار، لقوله: {سِيرُوا فِي الْأَرْضِ}، ويتفرع على هذه الفائدة أنه ينبغي أن نقرأ تاريخ الأمم السابقة، وأفضل نقرؤه منه هو القرآن وصحيح السُّنَّة؛ لأن من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة عن الأمم السابقة ما لا يحصيه إلا الله - عزّ وجل -، والعبرة بالصحيح، وما أكثر الأحاديث التي فيها الأخبار عن الأمم السابقة.

الفائدة الثالثة: فضل الاعتبار، وأنه أمر مطلوب لقوله: {انْظُرُوا} وسواء كان الاعتبار بمن انتقم الله منهم أو بمن أثابهم، فإن كان بمن انتقم الله منهم فالإنسان يحذر، هان كان ممن أثابهم فالإنسان يرغب، وفي هذه الآية الاعتبار بمن انتقم الله منه.

الفائدة الرابعة: أن الآثار تدل على المؤثر، وهذا أمر معلومٌ بالحس والواقع، وقد سئل أعرابي: بم عرفت ربك؟ قال: "الأثر يدل على المسير"، يعني: على السير، "والبعرة تدل على البعير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، أفلا تدل على الصانع الخبير؟ " (١) الجواب: بلى والله تدل على الخلاق الخبير، السميع البصير.


(١) من خطبة لقس بن ساعدة، انظر: جواهر الأدب لأحمد الهاشمي (٢/ ١٩)، والبيان والتبيين للجاحظ (١/ ١٦٣).

<<  <   >  >>