للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأرسل إليك الرسل وأعطاك العقل، لا بد أن تلاقيه، فيحاسبك، والمراد أنهم كذبوا بالبعث الذي يكون فيه لقاء الله.

قوله: {حَتَّى} ابتدائية، تفيد فصل ما بعدها عما قبلها. {إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ} هي ساعة القيامة، وقد يراد بالساعة ساعة فراقهم للدنيا؛ لأن من مات فقد قامت قيامته، وانتقل من دار العمل إلى دار الجزاء.

وقوله: {بَغْتَةً}، أي: من غير احتساب لها، والساعة الكبرى تكون بغتة، تأتي الناس والإنسان قد جهز حوض إبله ليسقيها فلا يتمكن (١)، وقد رفع اللقمة إلى فمه فلا يتمكن، والرجلان قد نشرا الثوب بينهما ليبيعه أحدهما على الآخر، فلا يتمكن من إتمام العقد (٢).

قوله: {قَالُوا} جواب (إذا).

{يَاحَسْرَتَنَا} (يا) ليست للنداء؛ لأن الحسرة لا تُنادى، والحسرة هي الندم والتحسر على الشيء الذي فات، وعليه تكون


(١) قال - صلى الله عليه وسلم -: "ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد الا أصغى ليتا ورفع ليتًا، وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، فيصعق ويصعق الناس" والليت هو صفحة العنق، أخرجه مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب: في خروج الدجال ومكثه في الأرض، رقم (٢٩٤٠).
(٢) قال - صلى الله عليه وسلم -: "ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعان ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه. ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أحدكم أكلته إلى فيه فلا يطعمها"، أخرجه البخاري: كتاب الرقاق، باب (٤٠)، رقم (٦٥٠٦)، ومسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب: قرب الساعة، رقم (٢٩٥٤).

<<  <   >  >>