للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كفروا، أو ما أشبه ذلك، وهذا يسمى إيجاز حذف؛ لأن الإيجاز عند البلاغيين نوعان:

إيجاز قصر: وهو أن تكون الكلماتُ القليلةُ تحمل معانِيَ كثيرةً.

وإيجاز حذف: وهو أن يكون في الكلام القليل شيء محذوف يدل عليه السياق، فهنا لا شك أن في الكلام شيئاً محذوفاً تقديره فكذبوا.

وقوله: {بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ} (البأساء)، يعنى: الشدة، و (الضراء) التضرر.

قوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} (لعل) هنا (للتعليل)، أي: لأجل أن يتضرعوا إلى الله - عزّ وجل -، ولكن هل حصل هذا؟ يقول الله - عزّ وجل -: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا}، أي: عذابنا {تَضَرَّعُوا}، و (لولا) هنا بمعنى: هلّا، يعني: فهلا إذ جاءهم البأس تضرعوا؟.

الجواب: لا، ولهذا قال: {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}، أي: صلبت ولم تلن، وبقوا على ما هم عليه.

قوله: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (زين)، بمعنى: حسّن لهم، {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، أي: من المعاصي والكفر والشرك، ولم يقتصر على تهوين الأمر في قلبه بل زينه لهم.

وقوله: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ} (الشيطان) المراد هنا جنس الشياطين، وليس شيطاناً واحداً معيناً، كما تقول: (الإنسان) تريد به الجنس.

<<  <   >  >>