عليها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، وهذا طيب، جمعها في رسالة لكنها لم تُطْبَعْ بَعْدُ.
وقد تقدم لنا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم" على مثل هذا النوع لما تكلم على قوله تعالى: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا}[التوبة: ٦٩]. بحث - رحمه الله تعالى - بحثًا لا تجده في أي كتاب.
والخلاصة أن "الحمد" هو وصف المحمود بالكمال على وجه المحبة والتعظيم (لله) وتقدم أن اللام للاستحقاق والاختصاص، أي: لا أحد يستحق الحمد كله من كل وجه إلا الله - عزّ وجل -، وهذا الحمد المذكور خاص بالله - عزّ وجل - فهو - جل وعلا - مستحق لأن يُحمد، فالحمد الكامل مختص به.
أما (الله) فهو عَلَمٌ على الله - عزّ وجل -، والتعبير بها أحسن من التعبير بغيرها، بعض الناس الآن يعبر فيقول: قال الحق كذا وكذا، هذا صحيح، فإن الله هو الحق المبين، لكن اجعل عبارتك على عبارة السلف، فهم يقولون: قال الله، أو يقولون: قال ربنا، أما (قال الحق) فهذه يأتي بها الإنسان لأجل أن يفتح الأذهان، حيث إن الإنسان السامع يقول: مَن هذا الحق؟ لكن نقول:(قال الله) التي بُنيت عليها الألوهية والعبادة أحسن، لكن لا بأس أن تقول: قال ربنا، أو قال ربكم، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لأصحابه أحيانًا:"أتدرون ماذا قال ربكم؟ "(١).
(١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب: يستقبل الإمام الناس إذا سلم (٨٤٦)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء (٧١).