للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قال الله - عزّ وجل -: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤)} [الأنعام: ٢٢ - ٢٤].

قوله: {وَيَوْمَ} ظرف، والمعروف أن الظرف والجار والمجرور لا بد لهما من متعلق، كما قال ناظم القواعد (١):

لا بُدَّ للجارِّ مِنَ التَّعَلُّقِ ... بفعلٍ أو معناهُ نحوَ مُرْتَقِي

واستثنِ كُلَّ زائدٍ لهُ عَمَلْ ... كَالبَا ومِنْ والكَافِ أيضًا ولَعَلْ

فمتعلق (يوم) محذوف والتقدير: (اذكر يوم نحشرهم)، أي: اذكر لهم ويجوز أن نقول: اذكر في نفسك حتى تتسلى بهذه الذكرى، ويهون عليك أمرهم.

وقوله: {نَحْشُرُهُمْ}، أي: نجمعهم جميعًا لا يفلت منهم أحد.

قوله: {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} نقول: {لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا}، أي: بالله - عزّ وجل - في الدنيا {أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ} الاستفهام هنا للتوبيخ والتبكيت، وإلا فمن المعلوم أنهم لن يأتوا بهم، لكن توبيخًا لهم وتبكيتًا لهم وتنديمًا لهم أنهم لن ينتفعوا بهم.

قوله: {شُرَكَاؤُكُمُ}، أي: ما أشركتم بهم في الله - عزّ وجل -، ونعلم أن المشركين كانوا أنواعًا وأصنافًا، منهم من يشرك مع الله حجرًا، أو شجرًا، أو قمرًا، أو نجمًا المهم فهم مختلفون،


(١) انظر: "شرح نظم الجمل" لفضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي.

<<  <   >  >>