للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاءوك جادلوك، ويحتمل أن تكون ابتدائية، والابتدائية هي مثل الواو الاستئنافية.

وقوله: {يُجَادِلُونَكَ} المجادلة هي المخاصمة، وسميت مجادلة؛ لأن كل واحد من الخصمين يجدل الحجة لتقوم على صاحبه، مأخوذة من جدل الحبل، وهو فتله حتى يشتد ويقوى، فهم يجادلون النبي - صلى الله عليه وسلم - بما يوردون عليه من الشبهات، ولكن الله تعالى يجيب عنه.

وقوله: {يُجَادِلُونَكَ} الجملة في محل نصب على الحال من (الواو) في قوله: {جَاءُوكَ}، أي: حال كونهم مجادلين لك.

قوله: {يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا} هذا جواب {إِذَا} ولم تجزم؛ لأن {إِذَا} الشرطية ليست جازمة، تقول: (إذا قدِم زيدٌ يقدمُ عمرو) ولا تجزم، وأما قول الشاعر:

.............................. .... وإذا تُصِبْكَ مُصِيْبَةٌ فَتَحَمَّلِ (١)

فهذا يعتبر شاذًا لا يحتج به.

قوله: {يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} هذه النهاية {إِنْ هَذَا}، أي: ما هذا، ويدل على {إِنْ} هنا نافية أنه أتى بعدها (إلا)، وإذا أتى بعدها (إلا) فهي نافية، وقد تأتى نافية بدون (إلا)، {إِنْ} لها أربعة معان: فقد تأتي شرطية، وتأتي نافية، وتأتي زائدة، وتأتي مخففة من الثقيلة:

فتأتي شرطية: وهذا كثير مثال (إن) الشرطية قوله تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} [التوبة: ٥٠].


(١) البيت لعبد قيس بن خفاف، أو لحارثة بن بدر الغداني، انظر: شرح الأشموني (٢/ ٣٢٣)، ومعجم شواهد العربية (١/ ٣١٩)، وصدر البيت:
استغن ما أغناك ربك بالغنى ... ...................

<<  <   >  >>