المستقبل، فإننا نعلم كما تقدم أن ذلك وحي خاص من الله - تبارك وتعالى -.
لو قال قائل: بعض الناس يستعين بالجن فيخبر بأشياء بعيدة، فهل يكفر بهذا كفراً أكبر؛ لأنه يدعي علم الغيب النسبي؟
فالجواب: الذي يستعين بالجن فيخبرونه بأشياء بعيدة لا يكفر، وماذا فعل حتى يكفر؟ لكن إذا كان يتمتم وينزل رأسه فإنا نمنعه؛ لأنه شيء عارض، ولا نقول هذا شرك، والذي يراجع كلام شيخ الإسلام في الفتاوى في إيضاح الدلالة على عموم الرسالة وفي كتاب النبوات وبعض فتاويه في المجموع، عرف الموضوع وأن الجن ربما يُنتفع بهم على وجه مباح في أشياء مباحة.
الفائدة السابعة: أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بشر كغيره، لا يعلم الغيب، وينسى كما ننسى، ويلحقه الجوع والظمأ، والبرد والحر، وكل الخصائص البشرية تلحق النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الفائدة الثامنة: أن المَلَكَ قد يتصور بصورة إنسان لقوله: {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ}؛ لأنه لولا أنه يمكن تصوره بصورة إنسان ما احتيج إلى النفي، إذ إنه معلوم بدون نفي، وهذا هو الواقع، وقد جاء جبريل - عليه السلام - بصورة البشر.
الفائدة التاسعة: الرد على الذين قالوا: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} فإن الملائكة لا يمكن أن ينزلوا ليكونوا رسلاً إلى البشر، كما قال الله - عزّ وجل -: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (٩)} [الأنعام: ٩].
الفائدة العاشرة: كمال عبودية النبي - صلى الله عليه وعلى