للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثلًا على زيدٍ، وعلى فلانٍ وعلى فلانة هذا حرام لا شك، لكن أظلم شيء أن يفتري على الله - عزّ وجل -.

وأيضًا قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [البقرة: ١١٤] هذه أظلمية نسبية يعني: أي إنسان يمنع الناس من حقٍ لهم هذا ظلم، لكن أظلم شيء منع حقهم في المساجد.

يعني: مثلًا قد تمنع هذا الرجل أن يدخل المدرسة لكن هل هذا أشد أو منعه من دخول المسجد؟ الثاني: طبعًا منعه من دخول المسجد أشد، قد تمنعه من دخول السوق هذا ظلم، لكن أيما أظلم هذا أو من منع حق الإنسان في مساجد الله؟ الثاني.

وفي مسألة التصوير "من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي"، أي: الذين يقلدون غيرهم في التصوير إذا كان على وجه الظلم، فمن أظلم ممن ذهب يخلق كخلق الله، لا أحد.

الفائدة السابعة: بشرى للمظلومين لما تقدم من أن الظالم لا يفلح، فيبشر المجاهدون بالنصر، وبأن مآل من جاهدهم الخذلان، ويبشر من ظُلم بأخذ ماله أو جحد ماله، وما أشبه ذلك بأن هذا الظالم لن يفلح.

لكن لو قال قائل: ما الجمع بين هذه الآية والواقع؛ لأننا نرى أن الظالم قد يفلح؟

قلنا: الجمع بينها وبين الواقع، أن يقال الفلاح نوعان: فلاح مطلق، وهذا لا يمكن للظالم أبدًا، ودليل هذا قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" (١)، وتلا قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ


(١) رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: قوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا =

<<  <   >  >>