فإن قيل: هل يمكن أن نقول: إن الآية شاملة للمعنيين؟
فالجواب: نعم؛ لأنه لا منافاة.
لكن يشكل على كونها في المنافقين أن السورة مكية؛ لأن سورة الأنعام مكية نزلت في مكة جملة واحدة، فكيف يكون فيها إشارة للمنافقين؟
والجواب عن هذا الإشكال: أن لا إشكال؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - أخبر عما يكون يوم القيامة، ويوم القيامة يكون قد حصل النفاق، وأيضًا يذكر الله المنافقين في السور المكية تحسبًا لما يقع واستعدادًا لهم، قال الله - عزّ وجل - في سورة العنكبوت: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (١١)}، وهي مكية وعليه فلا إشكال، وتكون الآية شاملة للمعنيين، والقرآن الكريم عظيم تأتي فيه الآيات والجمل والكلمات تحتمل معانيَ متعددة، ولكن القرآن لعظمته يتسع لكل هذه المعاني، ما لم يكن بعضها منافيًا لبعض، فإن كان بعضها منافيًا لبعض طلب الترجيح.
قوله:{وَلَوْ رُدُّوا}، يعني: إلى الدنيا {لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} إذًا فليس قولهم حقيقة بل هو كذب، ولهذا قال:{وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}، فيكون المعنى:{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}، أي: من تكذيب الرسل ومن النفاق وإنهم لكاذبون في قولهم: {يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
[من فوائد الآية الكريمة]
الفائدة الأولى: أن الحقائق تظهر يوم القيامة وتبين، واقرأ قول الله - عزّ وجل - في سورة يس حيث قال الله - عزّ وجل - في