مع الكرب وأن مع العسر يسرًا" (١)، اللهم اجعلنا من المفلحين المتقين المحسنين.
لو قال قائل: بعض الناس خاصة من غير طلبة العلم، هم ملتزمون ويريدون إظهار غيرتهم على الإسلام، يتكلمون في ولاة الأمر ويتمنون زوالهم، وما أشبه ذلك من الأمور التي تخالف الأدلة، وتخالف مقتضى العقل، فما هو الموقف السليم لطلبة العلم؟
فالجواب: الواجب على طالب العلم أن يبيِّن ما يقتضيه الدليل مع السمع والطاعة لولاة الأمور إلا إذا أمروا بمعصية، وكذا يبين ما تقتضيه الأدلة من وجوب الكف عن مساوئهم، ومن أراد النصيحة فطريقها مفتوح.
لكن لو قيل: أنا إذا منعتهم تعودوا على الجبن، وعلى الذل. فالجواب: لا بأس، عز النفس واجب لكن عز النفس لا بد أن يكون على مقتضى الشريعة حتى يكون متزنًا وإلا لكان هذا يريد عزة النفس، وهذا يريد عزة النفس، وهذا يريد عزة النفس، وتكون فوضى عارمة يترتب منها فساد عظيم، فإذا واجه الإنسان أناسًا على هذه الحال فالواجب النصيحة وأن تُضرب الأمثال لهؤلاء بما حصل من البلاء وإراقة الدماء وانتهاب الأموال فيمن سلك هذا المسلك منهم.
الفائدة الثامنة: التحذير من الظلم، وأن عاقبته الخسارة والدمار لقوله:{إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، أعاذنا الله من الظلم.