للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قال الله - عزّ وجل -: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦)} [الأنعام: ١٥، ١٦].

قوله: {قُلْ}، أي: لهؤلاء وغيرهم معلناً هذا الإعلان المهم (إنك إن عصيت الله فإنك ستعذب).

وفي قوله: {إِنِّي} قراءتان (إنِّي) و (إنْ) وهما سبعيتان. {عَذَابَ} مفعول.

قوله: {أَخَافُ}، يعني: إني أخاف عذاب يوم عظيم إن عصيت ربي، واليوم العظيم هو يوم القيامة كما قال الله تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: ١].

من فوائد الآيتين الكريمتين:

الفائدة الأولى: أنه يجب على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن يعلن الجزاء يوم القيامة وأنه يخافه إن عصى ربه.

الفائدة الثانية: أن المعصية سبب للعذاب، والمعاصى على نوعين معاصٍ لا يغفرها الله وهي الشرك، ومعاصٍ تدخل تحت مشيئة الله وهي الكبائر، وهناك معاصٍ أخرى تكفرها الأعمال الصالحة وهي الصغائر، هذا فيما يتعلق بينك وبين الله - عزّ وجل -، أما حقوق الآدميين فلا بد من إيصال احقهم إليهم، إما باستحلال منهم في الدنيا، وإما بأعمال صالحة تؤخذ من أعمال هذا الظالم.

فإن قيل: إذا تاب الإنسان من ذنب فيه جناية على غيره فهل يسقط حق الغير أم لا؟

فالجواب: ظاهر النصوص أنه يسقط إذا كان غير مال،

<<  <   >  >>