النبي - عليه الصلاة والسلام -، ويجادلون من اتبع النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن بالباطل ليدحضوا به الحق، ولكن ليبشر صاحبُ الحق الذي هو أهله أن النصر له، لقول الله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (١٨)} [الأنبياء: ١٨] لكن هذا يحتاج إلى أمرين، إلى نية صادقة، وإلى علم يدفع به شبهة المحتج، ولا يجوز للإنسان أن يدخل مع صاحب باطل يجادله وليس عنده علم؛ لأنه لو فعل لكانت الهزيمة على الحق، فلا تدخل مع شخص في مجادلة إلا وأنت تعرف كيف تصيبه مع إحسان النية، أما أن تدخل في مجادلة مع شخص ذي بيان فصيح وشُبَهٍ قوية فلا تفعل؛ لأنك إن فعلت هزمت وصارت هزيمتك هزيمة للحق الذي تجادل عنه.
الفائدتان التاسعة والعاشرة: أنه ينبغي للإنسان أن يتعلم طرق الجدل؛ لقوله:{حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ}، فتعلَّم يا أخي طرق الجدل، من أجل أن تجادل بها لنصرة الحق.
وربما يقال: يتفرع على هذا أن ما بثه بعض الناس من قولهم: إنه لا حاجة إلى أن نراجع جدل المتكلمين من الأشعرية والمعتزلة وأشباههم؛ لأن زمنهم انقضى، فإن هذا توهم واضح.
أولًا: أن هؤلاء لم ينتهِ زمنهم، فما زالوا موجودين (معتزلة، وجهمية، وأشعرية، وخوارج، وشيعة).
ثانيًا: أن طرق الجدل مع هؤلاء تفيد الإنسان في مجادلة آخرين؛ لأنها تفتح للإنسان أبواب الجدل، ويعرف كيف يقضي على صاحبه بما يجادل به، ثم إننا بالنسبة لبلادنا هنا في المملكة العربية السعودية كنا لا نعرف عن هذه الطوائف شيئًا كثيرًا، لكن