وقوله:{عِبَادِهِ} جمع عبد، والمراد بالعبودية هنا العبودية العامة التي تشمل المؤمن والكافر؛ لأن العبودية ثلاثة أقسام: عامة، وخاصة، وأخص.
العبودية العامة: هي أن جميع المخلوقات لكونها ذليلة أمام الله - عزّ وجل -، فهي عابدة له، قال الله - عزّ وجل -: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣)} [مريم: ٩٣].
والعبودية الخاصة: هي عبودية المؤمنين، كما في قوله تعالى:{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}[الفرقان: ٦٣].
والعبودية الأخص: هي عبودية الرسل، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣)} [الصافات: ١٧١ - ١٧٣]، والمراد بها في قوله:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} العبودية العامة، أي: عبودية القدر، فكلٌّ خاضع لله - عزّ وجل -، لو كان من أقسى عباد الله فهو عبد لله، ففرعون عبدُ لله بالمعنى العام، وموسى عبدُ لله بالمعنى العام والخاص، واعلم أن الخاصة تدخل في العامة، بمعنى أنهم عباد لله العبودية القدرية والعبودية الشرعية، فالعبودية الشرعية خاصة، والعبودية الكونية عامة.
قوله:{وَهُوَ الْحَكِيمُ} تصح أن تكون بمعنى مُحكِم، والشاهد على مجيء (فعيل) بمعنى (مُفعِل) قول الشاعر (١):