قوله:{فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}، يعني: من نعيم الدنيا، فتح الله لهم أبواب كل شيء، من الرزق والأمن والرخاء، وغير ذلك من أنواع الترف.
قوله:{حَتَّى إِذَا فَرِحُوا}، أي: فرح بطر ومرح، {بِمَا أُوتُوا}، أي: بما أعطوا مما فتح الله عليهم {أَخَذْنَاهُمْ} بالعذاب {بَغْتَةً}، أي: شيئاً مباغتاً لم يطرأ لهم على بال؛ لأنهم انغمسوا في الترف، ونسوا العذاب.
قوله:{فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}(إذا) فجائية، والمعنى فاجأهم الإبلاس، وهو اليأس من رحمة الله - عزّ وجل -.
[من فوائد الآية الكريمة]
الفائدتان الأولى والثانية: إقامة الحجة على الخلق بإرسال الرسل، وهذه كقوله تعالى في سورة النساء:{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ}[النساء: ١٦٣] إلى قوله: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٦٥]، ومن تمام الحجة في إرسال الرسل أنهم أرسلوا بلسان قومهم، أي: بلغة قومهم الذين أرسلوا إليهم، وذلك من أجل أن يفهموا الحجة، ويتفرع على هذا أنه لا تقوم الحجة بمجرد البلاغ حتى يفهمها المرسل إليهم، وإلا فلا الفائدة، إلا أنه يجب على من بلغه ولم يفهم أن يبحث، وهذه النقطة الأخيرة ربما تكون سداً لعذرهم إذا قالوا: ما فهمنا، نقول: يجب عليكم أن تبحثوا، لكن أحياناً يتعذر البحث لكونهم لا يجدون من يثقون به فيبقون جاهلين.