قوله:{وَلَقَدْ} ما أكثر ما يرد في القرآن الكريم مثل هذا التعبير قال أهل العلم: و (اللام) للقسم، يعني: أنها تمهد للقسم فيكون قبلها قسم مقدر، واللام موطئة للقسم مؤكدة له و (قد) مؤكدة أيضاً، فيكون في هذه الآية مؤكدات ثلاث.
قوله:{أَرْسَلْنَا}، يعني: أرسلنا رسلاً.
قوله:{إِلَى أُمَمٍ} جمع أمة، والأمة في القرآن الكريم ترد على معاْنٍ متعددة، فهي ترد بمعنى الإمام، مثل قوله تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ}[النحل: ١٢٠]، أي: إماماً، وترد بمعنى الوقت، مثل قول الله تعالى:{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}[يوسف: ٤٥]، أي: بعد زمن، وترد بمعنى الطائفة، كما في هذه الآية، أي: طائفة وشَعْب وما أشبه ذلك، وترد لمعنى رابع وهو الدين كما في قوله تعالى:{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}[الزخرف: ٢٢]، أي: على ملة، فلها في القرآن الكريم أربعة معانٍ.
قوله:{إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ}؛ لأن كل الأمم التي أرسلت إليها الرسل قبل الرسول - عليه الصلاة والسلام -؛ لأنه خاتمهم.
قوله:{فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}(الفاء) عاطفة، وهل هي عاطفة على إرسال الرسل بمعنى أن الرسل أرسلوا ليؤخذ هؤلاء بالبأساء والضراء؟ لا، لكن في الآية حذف تقديره: فكذبوا، أو