لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ} [الأنعام: ١٣٩]، وهم أيضًا كذّبوا بآيات الله، فكذبوا بالآيات الشرعية التي جاءت على لسان محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، أما الآيات الكونية فهم لم يكذبوا بها.
لو قال قائل: ما حكم الكذب على الله في مدلول الأدلة لكن بدون قصد؟
فالجواب: إذا قال بتفسير الآية ننظر هل هو على قاعدة شرعية، هل هذا ما تقتضيه اللغة، أو ما تقتضيه الشريعة؟ فهو إذا أخطأ بعد بذل الجهد، فهو مغفور له، أما إذا عاند وقال:(المراد بكذا، كذا كذا) فلا عذر له، وأنت إذا أخبرت بمعنى آية، فقد شهدت على الله أنه أراد هذا.
قوله:{إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} هذا الحكم على من افترى على الله كذبًا، أو كذب بآياته، ولكن لم يقل:(إنهم) بل أظهر في موضع الإضمار للعموم، ليعمهم وغيرهم. و (الفلاح) هو النجاح وحصول المطلوب فالظالم لن ينجح ولن يفلح.
[من فوائد الآية الكريمة]
الفائدة الأولى: أن الظلم يختلف، بعضه أشد من بعض؛ لأن المعاصي تختلف بعضها أعظم من بعض، فهناك كبائر، وهناك صغائر، والكبائر نفسها تختلف، فهناك أكبر من الكبائر، وما دونها، والصغائر كذلك تختلف، فمن أين نعرف أن الذنوب أو الأعمال المحرمة تختلف؟ لاختلاف الظلم؛ لأن كل فعل محرم، أو ترك واجب ظلم، وإذا كان يتفاوت لزم من ذلك تفاوت الأعمال.