وإقرارهم على أنفسهم بأنهم فرطوا، ولكن هل هذا ينفعهم؟
الجواب: لا؛ فقد انتهى العمل، فلا ينفعهم شيء فات ولا يمكن رده، ولهذا أقروا أنهم مفرطون.
الفائدة الخامسة: أن أهل الأوزار يحملون أوزارهم على ظهورهم يوم القيامة حقيقة؛ لا مجازًا؛ لأن هذا هو الواجب، أن نجري النصوص القرآنية والنبوية على ظاهرها.
فإذا قال قائل: كيف يحملونها؟
فالجواب: أن هذا سؤال في غير محله؛ لأن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا.
الفائدة السادسة: أن الأعمال محل الثناء والقدح، لقوله:{أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} هذا قدح، ومحل الثناء مثل قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠)} [الرحمن: ٦٠]، فالأعمال محل القدح ومحل المدح.
وإذا ثبت القدح في العمل، أو المدح فهل يستلزم القدح في العامل أو المدح له؟
الجواب: نعم يستلزم قدحه إن أساء ومدحه إن أحسن، وهذا هو الأصل، لا سيما في أمور الدنيا، فإنه ليس لنا إلا الظاهر، أما أمور الآخرة فعند الله، ولهذا لو أننا رأينا شخصًا يسجد لصنم قلنا: كافر، مع أنه يحتمل أن يكون جاهلًا، فإن استقام ووحّد الله ارتفع عنه هذا الوصف وإلا فهو باقٍ، وليعلم أن بعض الناس توسعوا في مسألة التعيين والتعميم حتى إن بعضهم شك هل يجوز أن نقول: لمن سجد للصنم إنه كافر؟