للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التصرف، وليس كل ذكي عاقلًا، ولا كل عاقل ذكيًا؛ فيوجد من العقلاء القائمين بأمر الله - عزّ وجل - على ما يرضي الله مَنْ هو بليد حتى رُويَ حديث ضعيف "أكثر أهل الجنة من البُلْه" (١) يعني الأبله لكنه موضوع، وبعض العلماء جعل له وجهًا قال: إنهم بُلْه في أمور الدنيا، ولكنهم أذكياء في أمور الآخرة، لكن الحديث موضوع ولا حاجة للجهد في تفسيره.

الفائدة الثالثة: أن الساعة تأتي بغتة، سواء كانت الساعة الكبرى، أو الساعة الصغرى، فالساعة الصغرى تأتي بغتة فتأتي الزلازل بغتة، وتأتي العواصف والقواصف بغتة، وقد حذر الله - عز وجل - من هذا فقال: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧)} [الأعراف: ٩٧]، أي: سادرون، لا يفكرون في عذاب، فيأيتهم وهم نائمون، {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨)} [الأعراف: ٩٨] لاهون، لم يفكروا أن يأتيهم العذاب فيأتيهم العذاب {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} [الأعراف: ٩٩]، بما أنعم عليهم من الأمن والرغد والرخاء، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. فصارت البغتة هنا الساعة الكبرى والصغرى.

الفائدة الرابعة: شدة تحسر هؤلاء الذين كذبوا بلقاء الله،


(١) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (٢/ ٤١١)، رقم (١٩٨٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ١٢٦)، رقم (١٣٦٨)، وقال الزين العراقي: "صححه القرطبي في التذكرة، وليس كذلك، فقد قال ابن عدي: إنه منكر، وسبقه له ابن الجوزي، فقال: حديث لا يصح". وقال القاري في المصنوع (٥٧)، رقم (٣٤)، "موضوع". وقال ابن عدي: "حديث باطل".

<<  <   >  >>